الاستراتيجية الإيرانية في إدارة الصراعات الإقليمية المرونة والردع في زمن التحديات ❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗ يكتبها فتحي ال
الاستراتيجية الإيرانية في إدارة الصراعات الإقليمية المرونة والردع في زمن التحديات
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها /فتحي الذاري
1أغسطس 2025م
في خضم التحولات الديناميكية التي تعيشها منطقتنا، تبرز الاستراتيجية الإيرانية كأنموذج فريد في إدارة الصراعات والتهديدات الإقليمية والدولية. تعتمد إيران، وفقاً للسياق الذي تم طرحه، على ما يُعرف بـ"الاستراتيجية المرنة"، التي تقوم على مبدأ تجنب المواجهة المباشرة مع أعدائها، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، وتفضيل العمليات الصغيرة والمباغتة لتحقيق أهدافها، بدلًا من الصدام المفتوح الذي قد يُدخل المنطقة في أتون صراع شامل ومدمر.
هذه الاستراتيجية تأتي في إطار محاولة مجاراة خصومها، الذين يطبقون سياسة الزمن، ويضعون عناصر الوقت كنقطة أساسية في معادلة الصراع. فبدلاً من الانخراط في معارك مكلفة ومفتوحة، تعتمد إيران على عمليات تخريبية واغتيالات وحرائق، تُضعف العدو تدريجيًا، وتُشغل أطراف إقليمية ودولية، مما يمنحها هامشًا من المناورة والسيطرة على مجريات الأمور.
وفي ظل هذا النهج، تتجنب إيران الرد المباشر الذي قد يُنذر بكارثة أكثر خطورة، وتكتفي بردود فعل محسوبة ومدروسة، تضمن الحفاظ على مصالحها، وتقليل الخسائر، معتمدًة على عنصر المفاجأة والقدرة على إدارة الزمن لصالحها. فالمراقب يلحظ أن استراتيجيتها تهدف إلى استنزاف خصومها من خلال عمليات متكررة ومستدامة، تُبقي المنطقة في حالة توتر دائم، دون السماح بأن تتحول إلى مواجهة حاسمة تقود إلى حرب شاملة.
حيث أن العامل الزمني هو أحد الأدوات الأساسية في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ إنهما ينظران إلى هذه العمليات على أنها فرصة لإدامة حالة الانتظار والتوتر، مع مراقبة وتقييم ردود الفعل، لشن هجمات مفاجئة عند توافر عناصر النجاح. وهنا تتجلى أهمية بناء خطط ردع فعالة، تعتمد على استمرار حالة الجاهزية، وتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري بين محور المقاومة، لضمان سرعة وكفاءة الرد على أي تصعيد محتم
أما فيما يتعلق بالاحتمال تطور الأوضاع نحو حرب شاملة، فالسيناريو موجود، لكنه يخضع لاعتبارات معقدة تتعلق بموازين القوى السياسية والعسكرية والضغط الدولي. فحتى لو كانت هناك رغبة في توسيع دائرة المواجهة، فإن الخيار الأكثر أمانًا واستهدافًا هو الاستمرار في العمليات الصغيرة والمباغتة، مع الحق في الرد السريع عند الضرورة. ذلك أن الحسم العسكري السريع قد يعقبه تكاليف عالية، ويهدد استقرار المنطقة برمتها، خاصة في ظل التصعيد المحتمل من قوى إقليمية ودولية.
أن المرحلة الراهنة تتطلب من محور المقاومة بسيادة إيران أن يعتمد خطة متكاملة تجمع بين المرونة والردع، مستفيدًا من عنصر الزمن لإدامة حالة التوازن والردع، مع ضمان عدم استنزاف الموارد، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي قدر الإمكان. فنجاح هذه الاستراتيجية مرهون بقدرة الأفرقاء على إدارة المعركة بشكل يضمن مصالحهم الوطنية، ويُحبط محاولات العدو لتحقيق أهدافه، وهو ما يُبرز مدى تعقيد وتداخل الديناميكيات في المنطقة، ويؤكد أن مواجهة التحديات تستدعي حنكة وحكمة مستمرة، وغربلة دقيقة للخيارات والتكتيكات لتحقيق الاستقرار والأمن المستدامين.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها